المنتخبات

عوامل تساعد منتخب الأواسط على صنع الحدث في `الكان

 

يشدّ المنتخب الوطني للأواسط اليوم الرحال إلى مصر للمشاركة في نهائيات كأس افريقيا التي ستفتتح يوم الأحد المقبل، وبعد وصول الجيل الفارط الذي قاده ماهر الكنزاري إلى المربع الذهبي سيكون الرهان الذي يحمله أبناء المدرب عادل السليمي إعادة السيناريو حيث سيكون الهدف المرسوم التأهل إلى مونديال إندونيسيا وهو ما يمرّ عبر الوصول إلى الدور نصف النهائي كما أن الحلم بالتربع على عرش القارة يبقى جائزا نظرا لما تكتنزه المجموعة الحالية من إمكانات فنية جعل البعض يصنّفها الأفضل في السنوات الأخيرة.

وباتت مسؤولية منتخب الأواسط كبيرة في إنقاذ سمعة منتخبات الشبان التي تردّت في ظل الفشل المتواصل وآخره عجز منتخبي الأصاغر والأولمبي عن بلوغ نهائيات "الكان" وكذلك المنافسة بقوة على الصعيد الإقليمي ليصبح الحمل ثقيلا على الجيل الحالي لمواليد 2003 و2004 الذين صعد أغلبهم سويا منذ انتمائهم لمركز برج السدرية.

ويستهل المنتخب الوطني مشاركته بملاقاة المنتخب الغامبي يوم 21 فيفري ثم يواجه نظيره البينيني يوم 24 فيفري قبل أن يتبارى ضد المنتخب الزامبي يوم 27 فيفري في ختام الدور الأول، ويتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني مباشرة إلى الدور ربع النهائي رفقة صاحبي أفضل مركز ثالث.

وتبدو حظوظ المنتخب الوطني وافرة للمرور إلى الدور الثاني شريطة استهلال الدور الأول من الباب الكبير ضد المنتخب الغامبي الذي يعتبر من المنتخبات القوية في الشبان، ويعوّل الاطار الفني للمنتخب الوطني على عديد  العوامل للنجاح في مشاركته القارية وأبرزها اللحمة الموجودة بين المجموعة وكذلك إضافة المحترفين والدروس المستخلصة من اللقاءات الفارطة.

1- انسجام يعوّض نقص التحضيرات

لم يقم المنتخب الوطني بتحضيرات مثالية للحدث القاري حيث اكتفى بتربصين يسبقان التحول إلى مصر أحدهما أقيم بعدد محدود من اللاعبين غير أن اللحمة الموجودة بين اللاعبين قد تجعلهم يتلافون تأثيرات عدم إجراء استعدادات في المستوى إذ تعوّدت أغلب العناصر على بعضها البعض وخاصة الركائز والتي تشكل النواة الأساسية الواضحة في ذهن الاطار الفني.

ولعل صعود بعض اللاعبين إلى فرق الأكابر وخوضهم المباريات بشكل منتظم مثلما هو حال الوافد الجديد علي السعودي ومتوسطي الميدان مالك المهري وغيث الوهابي والمهاجمين آدم قرب وبركات الحميدي سيجعلهم على أتم الاستعداد لتقديم الإضافة المرجوة للمنتخب الوطني في الحدث الهام.

2- إضافة المحترفين

وجّه المدرب الوطني عادل السليمي الدعوة إلى خمسة محترفين خارج تونس وهم مهاجمي الأهلي المصري محمد الضاوي وسانت اتيان جبريل عثمان ومتوسطي ميدان أولمبيك  ليون شيم الجبالي وبرايتون سامي شوشان وظهير نيم ريان النصراوي لتنجح الجامعة في مساعدة الاطار الفني على الاستفادة من خدمات عناصر من شأنها منح المنتخب أجنحة إضافية رغم أن اقناع فرقها لم يكن سهلا مع عدم تزامن الكأس الافريقية مع أيام "الفيفا".

ولئن يعتبر محمد الضاوي من الركائز  شأنه شأن ريان النصراوي الذي قدّم أوراق اعتماده منذ الدورة الترشيحية في مصر، فإن مستوى سامي شوشان كان متميزا في اللقاء الودي الثاني ضد السينغال بينما لا يمكن الحكم على أداء شيم الجبالي لكنه سيكون حلا مهما في وسط الميدان في ظل تتالي المباريات في انتظار اندماجه مع المجموعة.

ويشغل القادمون من أوروبا مراكز مهمة تحتاج إلى تنافس كبير لايجاد الحلول كالمهاجم جبريل عثمان الذي قد يكون الورقة الرابحة في الخط الأمامي رغم وجود يوسف سنانة.

3- اختباران مفيدان

اكتفى المنتخب الوطني بخوض مباراتين وديتين ضد نظيره السينغالي وكانتا مفيدتين إلى أبعد الحدود رغم الهزيمة في اللقاء الثاني والتي كشفت عديد النقائص على المستوى الدفاعي كما مكّنت من أخذ فكرة شاملة عن قدرات أغلب اللاعبين وخاصة الوافدين الجدد.

وتسنى للمدرب عادل السليمي تجربة عديد الرسوم التكتيكية في لقاءي السينغال حيث جرّب خطة 3-4-3 في الاختبار الأول قبل أن ينتهج طريقة 4-3-3 ثم 4-4-2 ويأتي ذلك في إطار تعويد المجموعة على التأقلم مع مختلف الوضعيات وإيجاد الحلول.

وكان الاختيار على مواجهة السينغال موفقا طالما أن المنافسين سيكونون من افريقيا السمراء والذين يشابه أداؤهم "أسود التيرنغا" على المستوى الفني أو البدني.

4- دروس الماضي

تعوّد الجيل الحالي على أجواء الدورات المصغرة حيث نجح سابقا في احراز كأس شمال افريقيا كما خاض أغلب اللاعبين الموجودين في القائمة غمار البطولة العربية قبل أن يكسبوا الرهان الأهم في الدورة التأهيلية التي أقيمت أيضا على الأراضي المصرية في شكل بطولة موحدة وبالتالي سيكون التعامل مع الدور الأول الذي يبدو العقبة الأصعب بحكم قيمة المنافسين من جهة وكذلك تتالي المباريات أسهل نسبيا في ظل الخبرة التي اكتسبتها المجموعة.

وسيكون المنتخب الوطني مطالبا باستهلال المسابقة بشكل جيد لتأمين العبور وتفادي الغصرات في نهاية الدور الأول مثلما كان الحال في التصفيات عندما كاد المنتخب الوطني يدفع ضريبة تهاونه في الدقائق الأخيرة وهو درس لن ينساه اللاعبون الذين لم يتعاملوا بشكل جيد مع بعض الوضعيات مثلما كان الحال في البطولة العربية عندما غادروا الدور ربع النهائي.

ويدرك الاطار الفني جيدا قيمة العامل الذهني في النجاح في المشاركة المرتقبة خاصة وأن الجيل الحالي لا تنقصه القدرات الفنية بل أن العائق الابرز الذي قد يواجهه التعامل مع المباريات واللعب على حقيقة امكاناته لإنجاز المطلوب دون صعوبات.